الخميس، 31 يوليو 2008

رولا شقيقة هيفاء: أختي ظلمتني


رولا شقيقة هيفاء
سألتني «هل تملكين سيارة؟» وعندما جاوبتها بالإيجاب طلبت مني أن أصطحبها من منزلها العتيق الكائن في عمارة متواضعة جداً في بيروت، فهي لم تملك يوماً سيارة، حتى عندما كانت علاقتها بشقيقتها الفنانة هيفاء وهبي على ما يرام، تقول «كنت أذهب إلى الجامعة بسيارة أجرة وكذلك شقيقتي وأحياناً كنا نذهب سيراً على الأقدام عندما تكون سيارات الأجرة غير متوافرة»، «ألم تتنعما بثروة أختكما؟» أسألها لكن رولا تجيب بحدة «لا أريد مال هيفاء، كنت أريد منها القليل من الحب والاحترام، لكني وجدتها قادرة على خلق المشاكل في أي وقت».فها هي رولا التي قررت أن تفتح النار على أختها التي كانت قبل سنتين تبدو أكثر حذراً، فقد علمتها تجاربها أن تتوخى الحذر تفادياً لأي دعوى قضائية، بعد أن رفعت أختها ضدها دعوى قدح وذم، سبقتها بشكوى إلى مخفر حبيش، وكان رد رولا من خلال الصحافة قاسياً، تقول «أشعر بالأسى لحال أمي المسكينة التي تتألم لما يجري».
الحوار معها بدا صعباً للغاية، فهي أصبحت حذرة، متوجسة وقلقة، لا تثق بأحد، حلمها الوحيد أن تعود إلى مقاعد الدراسة التي تقول إن شقيقتها حرمتها منها، وسبيلها الوحيد إلى ذلك الغناء. أبادرها بالسؤال:• أين تقطنين اليوم ومع من؟- أنا أقيم اليوم في منزل والدتي ومعها.• وأين والدك؟- لا تعليق.• لماذا؟ هل أثر خلافك مع شقيقتك هيفاء على علاقتك بوالدك وهو بالأصل ليس والدها؟- لا أريد الحديث في خلافي مع هيفاء، الموضوع مضت عليه سنتان، وأنا اليوم لا أريد أن أنبش الماضي ولا أن أتحدث في أمور قد تجرح والدتي، أريد أن ألزم الصمت حيال هذا الموضوع كي لا أجرح أمي لأنها غالية علي ولا أريدها أن تتعذب.• كيف حدثت المشاكل بينك وبين هيفاء؟ ولماذا وصل خلافكما إلى الشرطة من ثم إلى صفحات المجلات؟ــ لم أكن أتوقع أن يأتي يوم أصبح فيه أنا وشقيقتي أعداء، فقد كنت وما زلت أحبها لكنها أخطأت بحقي كثيراً. القصة بدأت عندما كنت في الجامعة أدرس الإعلام، وكنت أطمح إلى أن أكون مذيعة، وصودف أن زميلة لي في صف أعلى كانت تجري تحقيقاً عن عائلات المشاهير وتأثر أخوة الفنانين بالأضواء المسلطة عليهم، وتحدثت حينها إلى زميلتي بأمور كثيرة تمنيت عليها أن تبقى خارج إطار النشر، وهي بمثابة فضفضة بين زميلتين، كما أديت بتصريحات بخصوص التحقيق. وحين قرأت هيفاء التحقيق بدأت تهدد وتتوعد، ومن هنا بدأت المشاكل مع أن كل ما كتب كان صحيحاً.قدح وذم• قبل هذه الحادثة هل كانت علاقتك بأختك على ما يرام؟- لا، كانت هناك بعض المشاكل التي تحدث بين أي أختين، وأحياناً كانت المشاكل تتعدّى إطار الأخوة ولا أريد هنا الحديث في تلك التفاصيل كي لا أفسح لها مجالاً لترفع دعوى قضائية ضدي.• سبق ورفعت دعوى قدح وذم ضدك، كيف حفظت القضية؟- لا أعلم، كل ما أعرفه أنها رفعت دعوى قضائية ضدي وأن القاضي حفظ الدعوى ولا أعرف الأسباب.• هل رفعت دعوى ضدها خصوصاً أنك صرحت أنها ضربتك وآذتك ونلت تقريراً من الطبيب الشرعي؟- لا لم أرفع قضية إكراماً لوالدتي.• ما موقف والدتك مما يجري بين ابنتيها؟- ماذا سيكون موقفها؟ المشكلة أن أمي غالباً ما تتحمل عواقب الأمور، مسكينة أمي لا أريد أن أعذبها وأنا حزينة لأجلها.• لماذا أنت الوحيدة التي أثارت مشاكل علنية مع هيفاء؟لأني أردت أن أكون مذيعة، هي لم تقبل لأنها لا تريد لسواها أن تكون مشهورة، مشكلتي مع هيفاء أنها لم تعاملني كأخت، لم تهتم بي كما كان يفترض علماً أنني في الثانية والعشرين من عمري وهي في الثامنة والثلاثين، أي هناك فارق كبير بيننا، لم تحاول يوماً أن تهتم بي كما تهتم أي أخت بأختها الصغرى.أريدها أختا• أي نوع من الاهتمام كنت تطلبين؟- لم يكن من الضروري أن أطلب، كان عليها هي أن تراعي الأخوة، لم تكن تشعر بنا أو برابط الأخوة بيننا، كنت أريد أن تحبني كما أحببتها.• هل كنت تطلبين دعماً مادياً؟- لا أريد مالها، أريدها أن تكون شقيقتي.• لماذا تتأثرين لتجاهل شقيقتك لك في حين أن والدتك موجودة وهي الأولى بإعطائك العطف والحنان؟أرجوك لم أعد أريد الحديث عن هيفاء ولا عن مشاكلنا.• هل فكرت بمصالحتها؟- نعم، وعندما حصل معها حادث الطائرة ذهبت إلى بيتها واطمأنت عليها، وطوال وجودي في منزلها لم تكن تحفل بي أو تشعر حتى بوجودي، لذا انسحبت بهدوء.• هل تحبين هيفاء فعلاً؟- نعم أحبها فهي بالنهاية أختي.• تقولين إنك تحبينها لكن إجاباتك تظهر أنك تخافينها؟- لا أخاف منها إطلاقاً، لكني تعلمت أن اكون متحفظة عندما أتحدث عنها، فقد وقعت بالكثير من المشاكل، ولا أريد الوقوع بها مجدداً، وأنا أشعر أن هيفاء قادرة على إحداث المشاكل دائماً.صورة مختلفة• على الشاشة نشاهد هيفاء وهبي الجميلة الرقيقة، هل هي من الداخل شيء آخر مختلف عن تلك الصورة؟- لست مضطرة إلى الحديث عنها سلباً، لكن كما سبق أن قلت أنا كشقيقة صغرى كان يحق لي القليل من الأمان الذي لم تمنحه لي.• تشعرين أنها غير قادرة على الحب والعطاء؟- إذا كانت غير قادرة على الاهتمام بأهلها فكيف ستكون نهايتها؟ • هل تغارين منها؟- بالطبع لا، أنا أتمنى أن يبقيني الله بصحتي وأن يحقق أحلامي ولا أريد منها شيئاً.• أنت متحفظة جداً في الإجابات؟- لأنني غالباً ما أفاجأ بصحافيين مرسلين من قبل هيفاء لإيقاعي في الفخ، أذكر مرة أن أحد المذيعين اتصل بي وسألني اذا كنت سأغني لأنه يريد أن يستضيفني وأجبته بالإيجاب، علماً أن الفكرة لم تكن حاضرة حينها. وبعد ربع ساعة اتصلت بي والدتي وكانت تبكي وتنوح، وقالت لي إن هيفاء اتصلت بها لتخبرها أن أحد الصحافيين أخبرها أنني سأغني، لذا أفضل أن أكون حذرة لأني لم أعد أثق بالناس.• ما طموحك؟- أريد أن أغني، وقد بدأت أحضر ألبومي الأول.• صوتك جميل؟- صوتي مقبول، لست أم كلثوم عصري.طريق الإغراء• هل ستعتمدين على الإغراء مادمت لا تملكين صوتاً جميلاً؟- هناك فنانات يملكن صوتاً جميلاً ويعتمدن على الإغراء مثل نيللي مقدسي. لكن ليس بالضرورة أن أكون فنانة إغراء، فإذا لم يكن صوتي خارقاً، بإمكاني أن أكون صاحبة إطلالة خفيفة وجذابة.• لماذا اخترت الغناء؟- الكثيرون كانوا يشجعونني على هذه الخطوة، لكني لم أكن أفكر فيها إلى أن حزمت أمري وقررت الغناء.• من سيساعدك في خطوتك؟- لدي أكثر من عرض أدرس بينها الأفضل، ومنذ أن قررت الغناء وجدت الكثير من الدعم من الصحافة وشركات الإنتاج وحتى من الناس العاديين إذ أنشأ أحد الشبان موقعاً خاصاً بي على الإنترنت.• هل صرفت النظر عن فكرة أن تكوني مذيعة؟- نعم لأن الفكرة نضجت في رأسي وأصبحت أهدافي مختلفة، هيفاء منعتني من أن أكون مذيعة فقررت الغناء وساغني .ثروات خيالية• هل أنت طموحة؟- لدي الكثير من الأحلام أشعر أني قادرة على تنفيذها بواسطة إيماني بالله وإصراري الكبير على أن أكون إنسانة ناجحة.• هل تحلمين بالعودة إلى مقاعد الدراسة؟- نعم، وأنا سأغني لأجني مالاً أنفق منه على دراستي، لأن الدراسة حلمي الأول والأخير.• الغناء هل يجلب فعلاً تلك الثروات الخيالية؟- إذا ما نظرت إلى ملايين أختي سأقول حتماً نعم.• متى ستكون الأغنية الأولى؟- أترك الأمور تأخذ مجراها الطبيعي وأنا حالياً في صدد اختيار أغنياتي.• هل تعتبرين الفن أهم من الإعلام؟- لا لم أقل إن الفن أهم، لكن هيفاء منعتني من التلفزيون، ولأكيدها قررت الغناء، وحتى لو حدث وتصالحنا لن أعدل عن فكرة الغناء إلا في حال قررت الزواج.أنا ورولا والمصيبة• ما الاسم الذي ستطلين به على الجمهور؟- اسمي الأول رولا.• لدينا أيضاً رولا ثانية في الوسط الفني، يجمعكما الاسم وخلافكما مع هيفاء؟- نعم رولا سعد، بالمناسبة أنا تعرفت إلى رولا بالصدفة من خلال مدير أعمالها كريم، وأصبحنا صديقتين ونحن نتواصل باستمرار. وانا أحب رولا واشعر أن هيفاء ظلمتها كثيراً، وبالفعل هذه الإنسانة تملك من طيبة القلب ما جعلني أشعر أنها أختي إذ إنها تواظب على السؤال عني يومياً والاطمئنان عن أحوالي. اشعر أن المصيبة تجمعنا.• مما لا شك فيه أن شعبية هيفاء وقاعدتها الجماهيرية كبيرة، هل ستأخذين من هذه الشعبية؟- نعم، سأحظى بشعبيتها وسآخذ جمهورها، ليس كل جمهورها لكن البعض منه سيحبني.• بعد هذه المشاكل، ما الذي تغير فيك؟- أصبحت قوية، حذرة، لم أعد أثق بأي كان. إذا آذتني أختي بهذا الشكل فماذا سأنتظر من الغرباء؟اتهام خطير• ما الموقف الذي آلمك في مشاكلك مع هيفاء؟- كان عمري 19 سنة، وفوجئت بالشرطة تقتادني إلى مخفر حبيش في بيروت، وهناك وجدت ضباطا من أعلى المستويات ينتظرونني ليحققوا معي بدعوى أقامتها هيفاء ضدي بحجة أني ضربتها وحاولت قتلها. وبدأ الجميع يحقق معي على مدى أربع ساعات كنت حينها أبكي بشدة، وقال لي الضابط إما تسجني وإما توقعي على عقد يمنعك من الظهور في وسائل الإعلام كافة، فقد كان حلم هيفاء أن تمنعني من الظهور، لكني رفضت التوقيع، فسألوني: ألست خائفة من السجن؟ قلت لهم: أنا لم أفعل ما أخاف منه.عندها طلب كبير الضباط من الآخرين إخلاء الغرفة وسألني لماذا رفعت أختك ضدك هذه الدعوى؟ قلت له: لأني أريد أن أصبح مذيعة مشهورة، فطلب مني أن أذهب إلى بيتي، ووعدني بأنه سيقف إلى جانبي في حال احتجت إليه، فقد قالت له إني مريضة نفسياً وكان يتوقع فتاة مجنونة لكنه فوجىء عندما شاهد أمامه فتاة صغيرة تبكي طوال الوقت.• ألا تجدين بعض الأعذار لهيفاء بسبب ما قلته عنها في المجلة؟لم أقل شيئاً غير صحيح، حين انتشر الفيلم الإباحي كنت أسير في الجامعة وأنا خجلى من نفسي وأسمع الطلاب يقولون لي «روحي ضبي أختك»، هل كان علي أن أعادي كل الطلاب؟تخلت عن ابنتها• لكن هيفاء أختك كان عليك الوقوف إلى جانبها لا سيما أنها عانت كثيراً خصوصاً أنها حرمت من ابنتها؟- من حرمها من ابنتها؟ أريد أن أسأل سؤالاً متى تطلقت هيفاء ومتى حرمت من ابنتها؟ طلاق هيفاء وقع قبل سنوات قليلة لكنها قبل ذلك بكثير لم تر ابنتها زينب التي لا أزال أذكرها جيداً، وقيل لي إنها اليوم محجبة وهي جميلة جداً.• ألم يكن في رأيك الأجدى بهيفاء أن تجذبك إلى صفها بدلاً من محاربتك؟- عندما كنا على علاقة جيدة كنت أحرص على إطلالتها وأختار ملابسها وكنت أسدي لها النصح في هذا المجال لأني أحب الموضة كثيراً، وكنت مقربة منها، لكنها لم تحترم رابط الأخوة الذي بيننا لأنها لا تأبه بالسمعة.• ما الصورة التي تودين نقلها إلى الجمهور عنك؟- أريد أن أصحح الصورة المشوهة التي دأبت هيفاء على زرعها في نفوس الناس عني، أريدهم أن يروني على حقيقتي فأنا بالفعل مظلومة وقد كان عليها أن تتقبل حينها الكلام الذي قلته.

ليست هناك تعليقات: